فصل: تفسير الآية رقم (1):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (61):

{مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61)}
ثم يخرجون {مَّلْعُونِينَ} مُبْعدِينَ عن الرحمة {أَيْنَمَا ثُقِفُواْ} وُجدوا {أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً} أي الحكم فيهم هذا على جهة الأمر به.

.تفسير الآية رقم (62):

{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}
{سُنَّةَ الله} أي سنَّ الله ذلك {فِي الذين خَلَوْاْ مِن قَبْلُ} من الأمم الماضية في منافقيهم المرجفين {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً} منه.

.تفسير الآية رقم (63):

{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)}
{يَسْئَلُكَ الناس} أي أهل مكة {عَنِ الساعة} متى تكون؟ {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله وَمَا يُدْرِيكَ} يعلمك بها؟ أي أنت لا تعلمها {لَعَلَّ الساعة تَكُونُ} توجد {قَرِيبًا}.

.تفسير الآية رقم (64):

{إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64)}
{إِنَّ الله لَعَنَ الكافرين} أبعدهم {وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً} ناراً شديدة يدخلونها.

.تفسير الآية رقم (65):

{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)}
{خالدين} مقدّراً خلودهم {فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً} يحفظهم عنها {وَلاَ نَصِيراً} يدفعها عنهم.

.تفسير الآية رقم (66):

{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)}
{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النار يَقُولُونَ ياليتنا} للتنبيه {لَيْتَنَا أَطَعْنَا الله وَأَطَعْنَا الرسولا}.

.تفسير الآية رقم (67):

{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)}
{وَقَالُواْ} أي الأتباع منهم {رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا} وفي قراءة {ساداتِنا} جمع الجمع {وَكُبَرآءَنَا فَأَضَلُّونَا السبيلا} طريق الهدى.

.تفسير الآية رقم (68):

{رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}
{رَبَّنَآ ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العذاب} أي مثلَيْ عذابنا {والعنهم} عذّبهم {لَعْناً كَبِيراً} عددهُ. وفي قراءة {كبيراً} بالموحدة: أي عظيماً.

.تفسير الآية رقم (69):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ} مع نبيكم {كالذين ءَاذَوْاْ موسى} بقولهم مثلاً: ما يمنعه أن يغتسل معنا إلا أنه آدر {فَبرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُواْ} بأن وضع ثوبه على حجر ليغتسل ففرّ الحجر به حتى وقف بين ملأ من بني إسرائيل، فأدركه موسى فأخذ ثوبه فاستتر به فرأوه لوا أدرة به وهي نفخة في الخصية {وَكَانَ عِندَ الله وَجِيهاً} ذا جاه. ومما أوذي به نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قسم قسماً فقال رجل: هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله تعالى فغضب النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال: «يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» رواه البخاري.

.تفسير الآية رقم (70):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)}
{وَجِيهاً ياأيها الذين ءَامَنُواْ اتقوا الله وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} صواباً.

.تفسير الآية رقم (71):

{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}
{يُصْلِحْ لَكُمْ أعمالكم} يتقبلها {وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} نال غاية مطلوبه.

.تفسير الآية رقم (72):

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)}
{إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة} الصلوات وغيرها مما في فعلها من الثواب وتركها من العقاب {على السموات والأرض *والجبال} بأن خلق فيها فهماً ونطقاً {فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ} خفن {مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان} آدم بعد عرضها عليه {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً} لنفسه بما حمله {جَهُولاً} به.

.تفسير الآية رقم (73):

{لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73)}
{لّيُعَذِّبَ الله} اللام متعلقة بـ (عرضنا) المترتب عليه حمل آدم {المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات} المضيّعين الأمانة {وَيَتُوبَ الله عَلَى المؤمنين والمؤمنات} المؤدّين الأمانة {وَكَانَ الله غَفُوراً} للمؤمنين {رَّحِيماً} بهم.

.سورة سبأ:

.تفسير الآية رقم (1):

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1)}
{الحمد للَّهِ} حَمِدَ تعالى نفسه بذلك، والمراد به الثناء بمضمونه من ثبوت الحمد وهو الوصف بالجميل لله تعالى {الذي لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} ملكاً وخلقاً {وَلَهُ الحمد فِي الأخرة} كالدنيا: يحمده أولياؤه إذا دخلوا الجنة {وَهُوَ الحكيم} في فعله {الخبير} بخلقه.

.تفسير الآية رقم (2):

{يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2)}
{يَعْلَمُ مَا يَلْجُ} يدخل {فِي الأرض} كماء وغيره {وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا} كنبات وغيره {وَمَا يَنزِلُ مِنَ السمآء} من رزق وغيره {وَمَا يَعْرُجُ} يصعد {فِيهَا} من عمل وغيره {وَهُوَ الرحيم} بأوليائه {الغفور} لهم.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)}
{وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا الساعة} القيامة {قُلْ} لهم {بلى وَرَبِّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالم الغيب} بالجرّ صفة، والرفع خبر مبتدأ و(علاّم) بالجر {لاَ يَعْزُبُ} يغيب {عَنْهُ مِثْقَالُ} وزن {ذَرَّةٍ} أصغر نملة {فِي السماوات وَلاَ فِي الأرض وَلآَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلآ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كتاب مُّبِينٍ} بيّن: هو اللوح المحفوظ.

.تفسير الآية رقم (4):

{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)}
{لِيَجْزِىَ} فيها {الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات أولئك لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} حسن في الجنة.

.تفسير الآية رقم (5):

{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (5)}
{والذين سَعَوْ فِي} إبطال {ءاياتنا} القرآن {معاجزين} وفي قراءة هنا وفيما يأتي (معاجزين) أي مقدّرين عجزنا أو مسابقين لنا، فيفوتوننا لظنهم أن لا بعث ولا عقاب {أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ} سيِّئ العذاب {أَلِيمٌ} مؤلم بالجر، والرفع صفة لرجز أو عذاب.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)}
{وَيَرَى} يعلم {الذين أُوتُواْ العلم} مؤمنو أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وأصحابه {الذي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} أي القرآن {هُوَ} فصل {الحق وَيَهْدِى إلى صراط} طريق {العزيز الحميد} أي الله ذو العزة المحمود.

.تفسير الآية رقم (7):

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (7)}
{وَقَالَ الذين كَفَرُواْ} أي قال بعضهم على جهة التعجب لبعض {هَلْ نَدُلُّكُمْ على رَجُلٍ} هو محمد {يُنَبِّئُكُمْ} يخبركم أنكم {إِذَا مُزِّقْتُمْ} قُطِّعتم {كُلَّ مُمَزَّقٍ} بمعنى تمزيق {إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ}؟.

.تفسير الآية رقم (8):

{أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (8)}
{أفترى} بفتح الهمزة للاستفهام واستغنى بها عن همزة الوصل {عَلَى الله كَذِبًا} في ذلك {أَم بِهِ جِنَّةٌ} جنون تخيل به ذلك، قال تعالى: {بَلِ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالأخرة} المشتملة على البعث والعذاب {فِي العذاب} فيها {والضلال البعيد} عن الحق في الدنيا.

.تفسير الآية رقم (9):

{أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (9)}
{أَفَلَمْ يَرَوْاْ} ينظروا {إلى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} ما فوقهم وما تحتهم {مِّنَ السمآء والأرض إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأرض أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً} بسكون السين وفتحها: قطعة {مِّنَ السمآء} وفي قراءة في الأفعال الثلاثة بالياء {إِنَّ فِي ذلك} المرئيِّ {لأَيَةً لِّكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} راجع إلى ربه، تدل على قدرة الله على البعث وما يشاء.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10)}
{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا دَاوُدُ مِنَّا فَضْلاً} نبوّة وكتاباً وقلنا {ياجبال أَوِّبِى} رجعي {مَعَهُ} بالتسبيح {والطير} بالنصب عطفاً على محل الجبال، أي ودعوناها تسبح معه {وَأَلَنَّا لَهُ الحديد} فكان في يده كالعجين.

.تفسير الآية رقم (11):

{أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11)}
وقلنا {أَنِ اعمل} منه {سابغات} دروعاً كوامل يجرّها لابسها على الأرض {وَقَدِّرْ فِي السرد} أي نسج الدروع، قيل لصانعها سَرَّاد أي اجعله بحيث تتناسب حلقه {واعملوا} أي آل داود معه {صالحا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} فأجازيكم به.

.تفسير الآية رقم (12):

{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12)}
{و} سخَّرنا {لسليمان الريح} وقراءة الرفع بتقدير: تسخير {غُدُوُّهَا} مسيرها من الغدوة بمعنى الصباح إلى الزوال {شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا} سيرها من الزوال إلى الغروب {شَهْرٌ} أي مسيرته {وَأَسَلْنَا} أذبنا {لَهُ عَيْنَ القطر} أي النحاس فأجريت ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء وعمل الناس إلى اليوم مما أعطي سليمان {وَمِنَ الجن مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ} بأمر {رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ} يعدل {مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا} له بطاعته {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السعير} النار في الآخرة، وقيل في الدنيا، بأن يضربه ملك بسوط منها ضربة تحرقه.

.تفسير الآية رقم (13):

{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13)}
{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن محاريب} أبنية مرتفعة يصعد إليها بدرج {وتماثيل} جمع تمثال وهو كل شيء مثلته بشيء: أي صور من نحاس وزجاج ورخام ولم يكن اتخاذ الصور حراماً في شريعته {وَجِفَانٍ} جمع جفنة {كالجواب} ي جمع جابية وهو حوض كبير يجتمع على الجفنة ألف رجل يأكلون منها {وَقُدُورٍ راسيات} ثابتات لها قوائم لا تتحرّك عن أماكنها تتخذ من الجبال باليمن يصعد إليها بالسلالم وقلنا {اعملوا} يا {ءَالَ دَاوُدُ} بطاعة الله {شُكْراً} له على ما آتاكم {وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِىَ الشكور} العامل بطاعتي شكرا لنعمتي.

.تفسير الآية رقم (14):

{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)}
{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ} على سليمان {الموت} أي مات ومكث قائماً على عصاه حولاً ميتاً. والجنّ تعمل تلك الأعمال الشاقة على عادتها لا تشعر بموته حتى أكلت الأَرَضَةُ عصاه فخرّ ميتاً {مَا دَلَّهُمْ على مَوْتِهِ إِلاَّ دَآبَّةُ الأًرْضِ} مصدر أُرِضَت الخشبة بالبناء للمفعول أكلتها الأَرَضَةُ {تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ} بالهمز وتركه بألف: عصاه، لأنها تنسأ تطرد ويُزْجَرُ بها {فَلَمَّا خَرَّ} ميتاً {تَبَيَّنَتِ الجن} انكشف لهم {أن} مخففة: أي أنهم {لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الغيب} ومنه ما غاب عنهم من موت سليمان {مَا لَبِثُواْ فِي العذاب المهين} العمل الشاقّ لهم لظنهم حياته خلاف ظنهم علم الغيب، وَعُلِمَ كونه سنة بحساب ما أكلته الأرضة من العصا بعد موته يوماً وليلة مثلاً.